منصور زهاكوبوف رئيسا مديرا عاما جديدا لطوطال تونس
على اثر تعيينه على رأس مؤسسة طوطال تونس ومباشرته لمهامه منذ ماي الماضي ليخلف المدير العام السابق ماتيو لانجيرون، تفاجأ البعض من جنسية وصغر سن المدير العام الجديد منصور زهاكوبوف الذي مثلّ الاستثناء بالنظر إلى القائمة الطويلة للمسؤولين الحاملين للجنسية الفرنسية الذين تداولوا على هذه المهمة في تونس طيلة 69 سنة باعتباره حاملا للجنسية الكازاخستانية ولم يتجاوز بعد سن الـ 36.
من كازاخستان إلى مقر طوطال
حاصل على اعلي الشهادات في الرياضيات والميكانيك من إحدى المدارس العليا في موسكو، كان حلم منصور زهاكوبوف صنع صواريخ والالتحاق بقاعدة بايكونور الجوية. لكن الاكتشافات النفطية الهامة في كاشاغان في القطاع الكازاخستاني في بحر قزوين سنة 2000 غيّر مساره المهني وأحلامه.
وقادته الصدف للتحّول إلى فرنسا سنة2011 للالتحاق بمدرسة متعددة التكنولوجية l’Ecole polytechnique قبل أن تتأكد طوطال من إمكانياته وتمكنه من متابعة دراساته المزدوجة في الماجستير اختصاص علوم الجيولوجيا وهندسة نفطية في المدرسة الفرنسية للبترول من جهة وجامعة تكساس من جهة أخرى.
وبالرغم من العروض العديدة المقدمة له من عديد المؤسسات والشركات النفطية، فان منصور زهاكوبوف الذي كانت له عدة لقاءات مع إطارات طوطال خيرّ العمل لدى العملاق الفرنسي. وقد انطلق في مغامرته لدى طوطال منذ سنة 2005 وبدأ مسيرته في قسم الاستكشاف والإنتاج حيث اشتغل على طرق الاسترداد المتقدّم لاستخراج الزيوت الثقيلة في فينزويلا.
السفرات تكونّ الشباب
وفي سنة 2006، قادته إحدى الرحلات الإفريقية من الغابون إلى نيجيريا حيث تحمل سنة 2007 مسؤولية هندسة حقل مشروع “أكبو” وهو حقل عملاق للمياه الجد عميقة.
وفي سنة 2013، وبعد 3 سنوات قضّاها في قطر، عاد السيد منصور زهاكوبوف مجددا إلى المقر الرئيسي لطوطال وانطلق في العمل في قسم business development حيث قام بدراسات اقتصادية تمكن من التفاوض بشأن حقوق منجمية حول رخص استكشاف أو إنتاج مع الدول والشركات النفطية الوطنية والأجنبية.
وبعد 8 سنوات من العمل الهندسي وسنتين في مجال الـ business، اختار السيد منصور زهاكوبوف سنة 2015 خوض تجربة جديدة ستكون أثقل هذه المرة ألا وهي قيادة موقع إنتاج خارجي offshore، وهي وحدة إنتاج عائمة (FPSO)، تقع على بعد 160 كلم من السواحل الانغولية. وتنتج هذه الوحدة المستقلة بالكامل والتي تعتبر جد متطورة، 200000 برميل يوميا أي ما يعادل 4 مرات المنتوج الحالي لجميع مواقع الإنتاج في تونس. وكلمات السر في هذه الوحدة هي: السلامة، تحليل المخاطر والاستباق. فأي عطب يمكن أن يتسبب في خسارة تصل إلى 10 ملايين دولار في اليوم. وبفضل فريق متكون من 150 شخصا، فان التجربة كانت استثنائية على المستوى التقني وبالخصوص فيما يتعلق بالجانب القيادي.
تونس دون تردد
في إطار شعار « One Total »، المرفوع سنة 2016 من قبل Patrick Pouyanné، رئيس مدير عام مجموعة طوطال، والذي يهدف خاصة إلى مزيد التكامل بين فروع المجموعة ووضع جسور بين المسارات المهنية، تم الاقتراح على السيد منصور زهاكوبوف الالتحاق بقسم التسويق والخدمات Marketing & Services وهو من بين الأقسام القليلة التي تجمع كل مهن توزيع المنتوجات البترولية ومن خلاله تكون طوطال تونس بمثابة الميدان المتكامل الذي يوفر إمكانية الدخول إلى هذا العالم الجديد. وضمنه نجد شبكة تلاقي محطات الخدمات، أنشطة الغاز المسيل وغاز القوارير، تزويد الطائرات وتوزيع المحروقات…وكان التحدي بإنجاح هذه التجربة الجديدة.
وبالرغم من الأحداث التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، فان تونس تمكنت من الوقوف مجددا بفضل صلابة نظامها التعليمي وثقافة شعبها ودور المرأة الريادي في الحفاظ على النسيج الاجتماعي والمؤسساتي في البلاد وهي خاصيات نجدها كذلك في كازاخستان. وهو ما شدّ السيد منصور زهاكوبوف إلى بلادنا والذي جعله يقبل دون تردد بعرض مدير عام فرع طوطال تونس خاصة أن صور شارع الحبيب بورقيبة أيام الثورة مازالت راسخة في ذهنه وشعر بها أكثر لما خطى أولى خطواته في هذا الشارع الرمز بعد قدومه إلى تونس..
مشاريعه لتونس
الشباب وحيوية الفرق هما المفاتيح التي سيرتكز عليها السيد منصور زهاكوبوف لمواصلة النجاح الذي بدأه من سبقوه ودعم استمرارية المؤسسة ودوامها. ومن بين طموحاته: جعل طوطال تونس إحدى زهرات الاقتصاد التونسي، رائدة في مجالها، متقدمة في قطاع الغاز المسيل المخصص للاستعمال المنزلي، النجاعة الطاقية وخدمات راقية في مجال الصناعة.
ولبلوغ ذلك ، وضع إستراتيجية تتمثل في تحويل محطات طوطال إلى One Stop Shop، فضاءات في خدمة الحركية والنقل وتطوير إشعاع زيوت العلامة طوطال وآلف وكذلك دعم الشراكة مع الحرفاء المهنيين.
ومن المنتظر أن تشهد سنة 2017 افتتاح 5 محطات جديدة ستوفر بين 20 و30 موطن شغل لكل واحدة منها. أما بالنسبة للمحطات الموجودة فإنها ستتطور تدريجيا لتحمل الطابع الذي تتميز به محطة “حدائق البحيرة” على الطريق السريعة GP9 الرابطة بين تونس والمرسى من ذلك خدمات غسيل السيارات المتطورة TOTAL Wash فضاءات الصيانة الراقية Speedy وقريبا Eurorepar ومقاهي ALTA.
واليوم، يثق وكلاء السيارات في تونس والذين يمثلون 70 بالمائة من نسبة البيوعات، في زيوت طوطال وآلف. وفي نهاية سنة 2017، سيصل عدد شبكة مراكز تغيير الزيوت Rapid Oil Change et Total Quartz Auto Care المختصة في خدمات تغيير الزيوت والصيانة والمنتصبة خارج المحطات، إلى 44 فضاء.
وتواصل طوطال تونس اعتماد سياسة القرب من حرفائها المهنيين وتعمل على التجديد في الخدمات والاقتراب أكثر من الحرفاء وذلك باستغلال أقصى ما يمكن الإمكانيات التي توفرها الآلات الرقمية. وهو ما يفسر التعيين الأخير لمسؤول الرقمنة في الفرع كمنسق رقمي لكامل المنطقة الممتدة من المغرب إلى المحيط الهندي. وهو اعتراف بالإمكانيات المتوفرة لدى الفرع.
و تبقى السلامة من أهم مرتكزات المجموعة، لتكون السلامة في مركز العمل والسلامة المرورية من أوكد أولويات طوطال تونس.
هذا دون أن ننسى الدور الذي تلعبه طوطال تونس عبر الاستثمار في المحافظة على الإرث الثقافي والبيئي للبلد التونسية ذات الـ 3000 سنة حضارة.
وأخيرا، وفيما يتعلق بالشباب، فان الهدف هو مواصلة دعمهم في الولوج إلى المجال المهني وخاصة في الجهات الداخلية للبلاد.