التونسيون يرغبون في دور أكثر فعالية للمرأة حسب تقرير مؤسسة آن ليند المتوسطية
يتجلّى من خلال تحقيق قامت به مؤسسة آنا ليند شمل 13 ألف شخص في 13 بلدا من المنطقة الأوروبية المتوسطية أنّ نسبة عالية من مواطني هذه المنطقة تدرك أهمية مشاركة أكبر للشباب في الحياة العامة وفي الحوار.
- يأتي التونسيون في الطليعة نظرا لتطلّعهم إلى دور أهمللمرأة في القطاع الاقتصادي،
- تونس من البلدان التي تبديأكثر حماسا للأعمال ولبرامج التبادل المهتمة بالشباب،
- التونسيون اقل ميلا إلى مغادرة بلدهم لبدء حياة جديدة في بلد آخر،
- تظل انتظارات تونس في مجال التعاون الاورومتوسطي مستقرة من سنة 2016 إلى2018مع تغيير في سلم الأولويات،
تبرز نتائج الاستنتاجات الواردة في تقرير جديد لمؤسسة أنا ليند حول التوجهات المتعلقة بالحوار بين الثقافات والتحولات الاجتماعية في المنطقة الأورو متوسطية الذي أطلقتهاليوم مؤسسة آنا ليند والممول من قبل الاتحاد الأوروبيأهمية الحوار بين الثقافات من أجل مقاربة المشاكل الراهنة. كما تبرز أهميةالتأثيرات الاجتماعية لأزمة اللاجئين والأسباب الجذرية للخطاب المتطرف.
ويشير التقرير من جهة أخرى إلىأنّ مواطني البلدان الواقعة جنوب وشرق المتوسط وأوروبالازالوا يؤمنون بأهمية تعزيز التعاون بين هاتين المجموعتين من الدول وبوجود مزايا متبادلة يمكن الحصول عليها من خلال المتوسط ولا سيّما في مجالات الفرص الجديدة والتربية والتكوين وروح المبادرة والتجديد وتشغيل الشباب.
واستجوب 13 ألف شخص في 13 دولة منها تونس حول انتظاراتهم وشواغلهم واهتماماتهم والقيم التي يؤمنون بها.
وفي ضوء هذه المعطيات يقدّم التقرير حول التوجهات المتعلّقةبالحوار بين الثقافات معلومات حول توجهات الحوار الثقافي والتطورات الاجتماعية ومناهج التفاعل في أوروباوفي منطقة جنوب وشرق المتوسط وأوروبابالاستعانة بخبراء من بلدان المنطقة الذين حلّلوا المعطيات واستخلصوا استنتاجات من هذه النتائج.
وإذا ما تأملنا في تمثّلات المستجوبين لدور المرأة في المجتمع نلاحظ أنّ التونسيين يأتون في مقدمة قائمة من 13 بلدا حيث يرى 65% منهم ضرورة قيام المرأةبدور أكبر في الحياة الاقتصادية والتجارية.
وقال محمد توزي وهو أستاذ جامعي في العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء وفي أكس أون بروفنس في فرنسا في تحليله للمعطيات التي يتضمّنها التقرير: «نظرا إلىأنّ التونسيين جاؤوا في طليعة القائمة نحن مضطرون إلىأننأخذ على محمل الجدّ عزم الحكومة التونسية على تغيير القوانين المتعلقة بالإرث».
كما يبرز التقرير أوجه التشابه العديدة لتمثل التطور الاجتماعي بين دول جنوب وشرق المتوسط والبلدان الأوروبية وتعتقد أغلبية مواطني هذه المنطقة أنّ العديد من الشبان لهم انطباع بأنّأصواتهم لا تلقى صدى. ويشعر 85% منهم بالحاجة إلى مساهمة أكبر للشباب في الحياة العامة.
وفي الضفة الأخرى من المتوسط يتبنى 81% من الأوروبيين الفكرة نفسها وتقول أغلبية الناس إنّ برامج التربية وقاعات الأقسام المتعددة الثقافات والمبادرات التي يقوم بها الشباب ودعم مشاركة الشباب في الحياة العامة عوامل جوهرية للوقاية من الخلافات صلب مجتمعاتنا التي تتسم أكثرفأكثر بالتنوع.
وتعقّب دلندة لرقش المؤرخة التونسية وأستاذة التاريخ المعاصر والدراسات النسّوية في تحليلها لأهمالاستنتاجات قائلة: « يعبّر التونسيون وسكان بلدان جنوب وشرق المتوسط عن نفس الأولويات ويقترحون نفس الحلول وهم أيضا عرضة لمخاطر التطرف والخلافات حيث يرون ضرورة تشجيع مساهمة الشباب في الحياة العامة (89%)ويقرّون بأهمية برامج التربية والشباب(88%)و المبادرات الثقافية و الفنية (87%) وبرامج التبادل بين الشباب(84%) ومن ضمن المواضيع العديدة التي تناولها التقرير كالمصادر الإعلامية الأكثرمصداقية والقيم الأساسية في تربية الأطفال ومقاومة التطرف عن طريق الحوار تبيّن أنّ مستوى التسامح في تونس تجاه الثقافات الأخرى هو الأكثر ارتفاعا إذأنّ 61% من التونسيين المستجوبين يعتقدون اعتقادا راسخا أنّ التنوع الثقافي والديني يكتسي أهمية بالنسبة إلى ازدهار المجتمع.
كما أبرزت النتائج أنّ 88% من التونسيين لايجدون غضاضة في أنّيكون جارهم شخص من أصل ثقافي مختلف وتبلغ هذه النسبة في المجموعة الأوروبية 82%وفي غرب وشرق المتوسط 75%.
وبخصوص ردود فعل المستجوبين التونسيين بشأن الانتظارات من التعاون الاورومتوسطي تقول دلندة لرقش «تظلّ انتظارات التونسيين مستقرة من 2012 إلى 2016غير أنّ الذي تغيرفي سلم الأولويات وما يمكن ملاحظته هوأنّ التنوع الثقافي والوقاية من التطرف التي كانت في حدود (90%)نزلت إلى المرتبة الثانية(84%) تاركين المرتبة الأولىإلى روح المبادرة والتجديد وتشغيل الشباب (91%).
وحلول الخوف من الأزمة الاقتصادية التي قد لا تقدر الدولة على تجاوزها محلّ الخوف من التطرف يفسر هذه الرغبة فيالتعاون مع أوروبا.»
وصرّحت اليزابيثقيقو، رئيسة مؤسسة آنا ليند: ” تواجه منطقتنا اليوم عددا كبيرا من التحديات وعلينا تجميع طاقاتنا وإمكانياتنا لتشكيل جبهة قوية ومتماسكة و متّحدة مستندة إلىالوقائع التي عبرت عنها شعوبنا وتستجيب إلى الانتظارات التي أمكن استجلاؤها”.
ومن جهته قال أحمد أبو الغيظ الأمين العام للجامعة العربية مامن شكّ في أنّ تقرير آنا ليند وما تضمّنه من استنتاجاتسيشكّل مرجعا مهمّا للسياسيين أصحاب القرار والباحثين وتظلّ جامعة الدول العربية مقرّة العزم على تطوير شراكتها المتعدّدة الأطراف مع الاتحاد الأوروبي ومؤسساته ودوله الأعضاء. وإنّي لواثق من أنّ هذا التقرير والاستنتاجات الواردة فيه ستوفّر لنا تحاليل ثمينة تمكنّنا من السعي إلىتحقيق أهدافنا المشتركة».