فكاهة الجندوبي تلامس القلوب في نابل
في إطار مهرجان نابل الدولي 36، قدمت الممثلة التونسية وجيهة الجندوبي عرضاً لافتاً بعنوان “BIGBOSSA” أمام جمهور غفير تحت شبابيك مغلقة.
خلال هذا العرض المميز، نجحت الجندوبي في التأثير في الحضور بأداء استثنائي يدمج بين الفكاهة والنقد الاجتماعي بأسلوب إبداعي ومبتكر، مما جعل من هذا العرض تجربة فريدة لا تُنسى.
تدور أحداث مسرحيةحول شخصية “مدام جليلة”، موظفة عمومية متزوجة من الطبقة المتوسطة، التي تصدم بتلقيها رسالة على هاتفها تُعلن عن تعيينها كوزيرة.
تنطلق القصة من هذه اللحظة لتعرض رحلة امرأة تطمح إلى تحقيق الشهرة والنفوذ، ولكنها لم تنجح في تحقيق ذلك في مجالات الفن والرياضة أو حتى في حياتها الشخصية.
بمهارة فذة، تمكنت وجيهة الجندوبي من تقديم نصوص تعكس الواقع التونسي بواقعية، حيث استطاعت جذب انتباه الجمهور من خلال عرض فكاهي مليء بالتفاعل الحي والضحك والتصفيق.
في العرض، تقوم “مدام جليلة” بتقديم برنامجها السياسي الذي يركز على تحسين مظهرها الخارجي، توظيف أفراد عائلتها، وتنظيم الندوات والزيارات المفاجئة، مع الاستعانة بفريق اتصالي لتلميع صورتها وتعزيز “هيبة الدولة”، كما تصف من خلال ذكاءها وحنكتها، تسلط الجندوبي الضوء على الوضع الذي تمر به البلاد بعد الثورة، مشيرة إلى نقص الكفاءات الوطنية التي تضع مصلحة الوطن في المقام الأول.
تجسد “مدام جليلة” نموذجاً للأشخاص الذين تولوا مناصب عليا وأسهموا في تدهور الأوضاع بتفكيرهم السطحي ومقترحاتهم غير المجدية. ورغم ذلك، تقوم الجندوبي بطرح برنامج “مدام جليلة” للتصويت، مما يبرز وعي الشعب التونسي وقدرته على اختيار ممثليه بناءً على مصلحة الوطن.
في النهاية، تبرهن الجندوبي من خلال “BIGBOSSA” على قدرتها في تقديم أعمال فكاهية تتسم بالجدية والواقعية بعيداً عن النمطية، حيث تقدم رسائل عميقة بأسلوب ممتع وسلس، مما يجعل العرض يتناغم بشكل رائع مع الجمهور رغم عمق قضاياه.
وفي ختام العرض، وجهت الجندوبي رسالة خاصة إلى جمهورها وإلى الشعب التونسي عامة، مؤكدة أن البلاد أمانة في أعناق الجميع ويجب المحافظة عليها.
ثم اختتم العرض بأغنية “باكتب اسمك يا بلادي”، موجهة تحية لتونس ولشعبها، مما أضفى بعداً وطنياً عاطفياً على العرض وأثر في الحضور بشكل كبير.
ريحان عطيّة